البعثات العلمية في عصري محمد على وإسماعيل

بقلم :   عزت عامر
11-1-2019
أبحاث الفترة الصباحية الأولى ليوم الإثنين
رئيس الجلسة: أ.د. عبدالله الغنيم مدير مركز البحوث والدراسات الكويتية
البعثات العلمية في عصري محمد على (1805 _ 1849)
وإسماعيل (1863 _ 1879)
(الغرب بعيون عربية)
إعداد: عزت عامر

في إطار استكشاف آليات المد والجزر في محاولات العرب التاريخية جلب ما ينفعهم من الثقافة والعلوم والتقنيات الغربية إلى بلادهم والتفاعل معها، تكتسب تجربة التحديث في عصري محمد على وإسماعيل أهمية خاصة لكونها كانت محاولة مبكرة (نهاية القرن التاسع عشر) وواقعية للتحديث والاستقلال ولبناء صرح حضاري. ولـكـونـهـا أثبـتـت أن الـعــرب مــدركـون حاجتهم إلى التقدم العلمي الذي أحرزته الــدول الــغـربية وقــادرون عـلـى اسـتـيـعـابــه واسـتخدامه بل وتطويره بما يناسب بـيـئـتـهم الخاصة. وأثبتت أيضا أن العرب ليس لديهم ما يعوق احتضانهم للعلم الحـديث وتقـنـيـاتــه، فثـقـافتـهم العربية الإسلامية شاركت بدور مهم في التطور المعاصر، وما زال في قدرتها احتضان كل منجزات الحضارة الحديثة والمشاركة في تطويرها.
هناك خلافات حول أهداف هذا التحديث هل كانت بناء جيش وطني قوى يسمح بالاستقلال عن السلطة العثمانية ومواجهة الأطماع الأوروبية، أو تأسيس أسرة مالكة قوية تعتمد على بلد مكتف ذاتيا يقاوم عوامل الضعف والانهيار في البلدان التابعة للإمبراطورية العثمانية. يختلف المؤرخون حول هذه الأهداف، خاصة وأن محمد على الألباني الطموح جاء إلى مصر جنرالا متواضعا ضمن الجيش العثماني، يطمح إلى بناء مملكة قوية يورثها أبناءه، لكنهم يتفقون على أن النتائج الإيجابية لهذا التحديث المبكر في مجالات تطوير الجيش وقدراته التقنية وفي التعليم والصناعة والزراعة كانت ملحوظة تماما.
واستفادت محاولة التحديث بشكل مباشر من منجزات الغرب الثقافية والعلمية والتقنية، وأتاحت استقلالا اقتصاديا ذاتيا حتى لو لم يكتب له الصمود أمام مطامع القوى الاستعمارية الصاعدة في ذلك الزمن مثل إنجلترا وفرنسا والتكتل الأوربي المناهض لأي نهضة في البلدان التابعة للحكم العثماني.
ولا يفوتنا هنا بالطبع الإشارة إلى سلبية نظام الاحتكار الذي شمل الزراعة والتجارة وصار محمد على عن طريقه المالك الوحيد لأراضي مصر والتاجر الوحيد لحاصلاتها، فصار الصانع الوحيد لصناعاتها، أغرته بذلك الأرباح الطائلة، وأدى هذا الاحتكار إلى أضرار بالغة للاقتصاد في مصر.
وإذا كانت النهضة الصناعية قد أدت إلى ظهور طبقة عمالية ماهرة شاركت في التقدم الصناعي، فإن نظام الاحتكار لم يكن في صالح عمال الصناعات اليدوية في الصناعات الصغيرة التي كانت موجودة قبل عصر محمد علي. وينتقد محمد عبده فيما بعد هذا النظام الاحتكاري، حيث يرى أنه شل عمليات التطور الطبيعية التي كانت موجودة خلال الحكم المملوكي قبل عصر محمد على، الذي جمع كل السلطات في يده ومنع جميع المبادرات الفردية.
ونتج نظام الاحتكار من طبيعة حكم محمد علي الفردية المطلقة، فرغم أنه تولى السلطة تبعا لموافقة السلطان العثماني بتعيينه واليا على مصر بناء على اقتراح الشيوخ والأعيان المصريين، الذين ساعدوه أيضا في القضاء على سلطة المماليك، إلا أنه انفرد بعد ذلك بالسلطة ومارس الحكم كمالك أوحد لكل مصر، وأدار البلاد بطريقة المالك الذي يرعى ويستثمر أمواله.
وتمثل البعثات العلمية في تلك الفترة مصدرا مهما لاستجلاب العلوم والتقنيات الغربية إلى مصر.
وكــانــت هــذه البـعـثـات مـصــدرا أساسيا لتأسيس النهضة التي اتبعت منهجا واقـعيا في التعامل مع الفجوة الثقافية والعلمية التي ظهرت بين أوربا الناهضة والــبـلدان الــتـابــعــة للــخـلافة العثمانية المتدهورة. وخطت النهضة خطوات ثابتة على طريق استحضار خبرات أجنبية لبناء اللبنة الأولى في التعليم والصناعة ثم إرسال بعثات لاكتساب المعارف والخبرات الكفيلة بإنشاء البنية الأساسية لمقومات النهضة.

نموذج استثنائي أم إرشادي؟

هل كانت تجربة التحديث في عصري محمد على وإسماعيل نموذجا استثنائيا غير قابل للتكرار نبع من توازنات قوى محلية وعالمية في القرن التاسع عشر، تتمثل في ضعف الإمبراطورية العثمانية الذي كان يتيح لأحد ولاتها الاستقلال عنها وتكوين قوى ذاتية والاستعانة بالتناقض بين المتنافسين على استعمار المنطقة مثل الصراع بين فرنسا وإنجلترا لمد نفوذهما إلى الدول العربية؟ ويدعم هذا الوضع الاستثنائي وجود حاكم طموح مثل محمد على يصعد إلى قمة السلطة بمساعدة المشايخ والأعيان، الذي كان يخطط للتخلص منهم ومن المماليك لتأثيث مملكة وراثية لعائلته.
أم أن تجربة التحديث رغم ارتباطها بشروط تاريخية محلية خاصة يمكن الاستفادة منها في عصرنا لأن حاجة العرب مازالت ملحة لنهضة صناعية ثقافية سياسية؟
قد تكون بعض ملامح التشابه بين هذه الفترة التاريخية التي شهدت بدايات التطور الصناعي الأوروبي، والفترة الحالية التي تشهد تغيرا حضاريا يتمثل في العولمة وثورة الاتصالات والمعلومات، في صف اعتبار التحديث في عصري محمد على وإسماعيل نموذجا إرشاديا مازال قابلا للتطبيق فيما يخص غرس أحدث المنجزات الحضارية في الواقع العربي الراهن. كان التحديث في نهاية القرن التاسع عشر في مصر انتقالا من الوضع الحرفي الفلاحي وتطويره بجلب العلوم والتقنيات الأوروبية الجديدة ونظم الحكم في المدن وبناء الجيش لحماية الاستقلال. والوضع الراهن يشهد انتقال العلم والتقنية الصناعية التقليدية إلى تسارع غير معهود في مجالات حديثة تماما مثل الاتصالات وعلم الوراثة.
وإذا رأينا في هذا التحديث نموذجا إرشاديا يجب أن ننتبه إلى أهمية وجود سلطة لديها القدرة على تطوير مجمل الأوضاع الاقتصادية والثقافية، وقد تكون في وضعنا الراهن ممثلة لطبقة من الرأسماليين الوطنيين أو لطبقات الشعب صاحبة المصلحة المباشرة في التحديث، حيث تستعرض هذه الدراسة الدور المهم لتكريس محمد على وإسماعيل ثروة مصر المادية والمعنوية على طريق التحديث، وهو أمر مازالت البلدان العربية في حاجة ملحة إليه لدعم التعليم والأبحاث ولضمان تماسك كل قوى الشعوب لبذل أقصى ما تملكه من طاقات لتغيير مصائرها ومواكبة العصر الحديث.

بعثات علمية كبرى

قبل انطلاق البعثات العلمية الكبرى إلى الغرب، لم يكتف محمد على بتأسيس المدارس والمعاهد العلمية في مصر ليتلقى فيها المصريون العلوم التي تنهض بالمجتمع كله، بل فكّر في أهمية نقل معارف أوروبا وخبرة علمائها ومهندسيها ورجال الحرب والصناعات فيها بشكل مباشر من خلال وجودهم في مصر.
وكان هدف البعثات الأولى تكوين كوادر من المعلمين المصريين في المدارس العليا، وتدريب قادة للجيش والبحرية، وتأهيل مهندسين قادرين على نشر العمران.
وبدأت أولى البعثات حوالي عام 1813، وكانت الوفود الأولى من الطلبة مكرسة لدراسة الفنون العسكرية وبناء السفن وتعلم الهندسة توجهت جميعها إلى المدن الإيطالية مثل روما وميلانو وليفورن وفلورنسا. وكان ضمن هؤلاء الطلبة نقولا مسابكي الذي تعلم الطباعة وتولى عند عودته إلى مصر إدارة مطبعة بولاق.
وتوجهت بعثات أخرى إلى فرنسا وإنجلترا لدراسة بناء السفن والملاحة ومناسيب الماء وصرفه إضافة إلى الميكانيكا.
بلغ عدد الطلاب الذين تضمنتهم هذه البعثات المبكرة 28 طالبا، وأشهرهم عثمان نور الدين الذي ذهب إلى فرنسا، وكان له شأن كبير في تنظيم البعثات الكبرى التالية وصار أميرالا للأسطول المصري.
وبدأت البعثات الكبرى من عام 1826، بإرسال 44 طالبا إلى فرنسا، لحقت بهم بعثة كبيرة أخرى من 70 طالبا عام 1844، اختارهم سليمان باشا الفرنساوي من بين تلاميذ المدارس المصرية ولحق بهم غيرهم بعد ذلك. وأصبح عدد طلاب البعثات جديرا بإنشاء مدرسة مصرية في فرنسا، لتعليم الطلاب اللغة الفرنسية بما يناسب المدارس العليا الفرنسية، وإن كانت قد أُغلقت عام 1848 إلا أنه تم فتحها من جديد في عهد إسماعيل.
وبين عامي 1831 و1847 وصل عدد طلاب البعثات إلى 319 طالبا، ساهموا جميعا في نهضة مصر العلمية والاقتصادية والحربية والسياسية والاجتماعية.
وجدير بالملاحظة أن محمد على كان يهتم بأعضاء هذه البعثات بنفسه، حيث يتتبع أحوالهم ويكتب لهم الرسائل لتشجيعهم على التحصيل، من ذلك رسالة له في سبتمبر 1829 تستحق أن نورد هنا جملا منها: قدوة الأماثل الكرام الأفندية المقيمين في باريس لتحصيل العلوم والفنون زيد قدرهم، ننهي إليكم أنه قد وصلتنا أخباركم الشهرية، والجداول المكتوب فيها مدة تحصيلكم... فقياسا على قلة شغلكم في هذه المدة عرفنا عدم غيرتكم وتحصيلكم، وهذا الأمر غمنا جدا... فإذا لم تغيروا هذه البطالة بشدة الشغل والاجتهاد والغيرة وجئتم إلى مصر بعد قراءة بعض كتب فظننتم أنكم تعلمتم العلوم والفنون فإن ظنكم باطل... فإن أردتم أن تكتسبوا رضاءنا فكل واحد منكم لا يفوت دقيقة واحدة من غير تحصيل العلوم والفنون< كلمات من يأمل في نقل حضارة وليس مجرد الحصول على شهادات تحصيل معارف. ولا يفوتنا التأثير النفسي لمثل هذه الكلمات من حاكم مصر إلى طلاب مازالوا في بدايات حياتهم العملية. ويدل أيضا على الاهتمام بهؤلاء الطلاب المراكز المهمة التي شغلوها بعد عودتهم من البعثات.
وإن كانت البعثات قد ركّزت في البداية على العلوم والخبرات الكفيلة ببناء قوة عسكرية لضمان الاستقلال، فإنها تطورت بشكل تلقائي لتدعيم هذه القوة بالصناعات اللازمة سيان كانت عسكرية أو مدنية، فكانت النتيجة النهوض بكافة جوانب التطور التعليمي والثقافي والعلمي والتقني.
ركزت البعثة الأولى، التي وصل عدد طلابها إلى 44 طالبا وكان إمامها الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، على الإدارة الملكية والحقوق والفنون الحربية والإدارة العسكرية والعلوم السياسية والملاحة والفنون البحرية والهندسة الحربية والمدفعية والطب والجراحة والزراعة. ودرس بعض طلابها أيضا التاريخ الطبيعي والمعادن وهندسة الري والميكانيكا والطباعة والكيمياء.
واهتمت البعثة الثانية التي أتت بعدها بعامين بالهندسة والرياضة والطبيعيات، وتخصص بعض طلابها في الطبيعيات وآخرون في الفنون الحربية أو العلوم السياسية أو الطب أو الترجمة.
وبعد عام واحد من البعثة الثانية تغلبت الصبغة الصناعية على دراسات أفراد البعثة، مما يدل على رغبة محمد على في إنشاء صناعات مهمة في مصر. وشملت هذه البعثة عام 1829 ثمانية وخمسين طالبا تم إرسالهم إلى فرنسا والنمسا وإنجلترا. وتخصص معظم أفرادها في عدد من الصناعات الرئيسية، فمن صناعة الصباغة والنسيج والأجواخ وصناعة السفن والفنون البحرية وصب المدافع والقنابل والآلات الهندسية والساعات والأحذية، حتى صناعة الدهانات والآلات الجراحية.
وتـخـصـصـت البـعـثـة الـرابــعة عام 1832 في الطب وكان عدد طلابها 12 طالبا مـن أوائــل خــريــجـي مدرسة الطب المصرية في أبي زعبل، تم اختيارهم لإتمام دراستهم في باريس لتعيينهم أساتذة في مدرسة الطب عند عودتهم، وساهموا إضافة إلى التدريس في ترجمة وتأليف الكتب الطبية والاضطلاع بالأعمال الصحية في البلاد.
وكانت البعثة الخامسة عام 1844 هي أكبر بعثة ترسل إلى فرنسا وهي آخر بعثة كبرى، وصل عدد طلابها إلى نحو 83 طالبا وأُطلق عليها >بعثة الأنجال< لأنها تضمنت بعض أنجال وأحفاد محمد على. وتم اختيار أعضائها من نوابغ طلبة المدارس المصرية العالية وضمت أيضا بعض المعلمين والموظفين، مما يكشف سلامة منهج اختيار أعضاء البعثات والتخصصات التي توجهوا إلى دراستها، حيث لم تقتصر على طلاب العلم في مستوى التعليم العالي لإعدادهم لشغل مراكز مهمة في مجالات الإنتاج والخدمات المختلفة، لكنها فتحت الطريق أمام العاملين فعلا في هذه المجالات لربط خبراتهم بأحدث العلوم والإنجازات التقنية. وتخصصت هذه البعثة في العلوم الحربية والطب والطبيعيات، إضافة إلى علوم أخرى.
وتلى ذلك أربع بعثات أرسلت إحداها إلى النمسا في 1845، اهتمت بالكيمياء الصناعية وطب العيون، وأخرى سنة 1847، لتعلم الحقوق والمحاماة، وبعثة سنة 1847 إلى إنجلترا من 21 نجارا لإتقان بناء السفن، وبعثة أخيرة عام 1847 مكونة من 25 طالبا تم اختيارهم من نوابغ طلبة مدرسة المهندسخانة للتخصص في الميكانيكا ذهب أغلبهم إلى إنجلترا وبعضهم إلى فرنسا.

جنى ثمار البعثات العلمية

وبلغ عدد طلبة هذه البعثات 319 طالبا. وكان من نتائجها تأسيس مدارس للهندسة والطب والصيدلة والألسن والمعادن والفنون والصنائع والزراعة غير المدارس الحربية المختلفة، وإقامة منشآت الري والزراعة، ومنشآت صناعية أخرى مثل صناعات الغزل والنسيج، ومعامل سبك الحديد وألواح النحاس ومعامل السكر والمطابع، إضافة إلى ترسانات صناعة السفن.
ونظرة إلى وضع الاقتصاد الحرفي قبل هذه الفترة والتطور الملحوظ في الصناعة والزراعة والإنتاج الحربي، كافية للتدليل على التغير النوعي في بنية المجتمع والاقتصاد ومسار النهضة الشاملة التي شاركت البعثات العلمية والتقنية في تأسيسها.
ولا شك أن النهضة قامت على التوسع الكبير في إنشاء المدارس وإرسال البعثات العلمية إلى أوروبا، ويعتبر هذا المنحى تحديثا للبنية الأساسية في المجالات الحربية والاقتصادية. وبدأ العمل في مجال التعليم بتأسيس المدارس العليا وإيفاد البعثات، ثم الانتقال إلى التعليم الابتدائي والثانوي، مما أتاح تكوين طبقة من المتعلمين تعليما عاليا تتم الاستعانة بهم في أعمال العمران ونشر التعليم بين طبقات الشعب.
كان من ثمار البعثات أيضا اتباع المنهج العلمي في التعامل مع المشاكل الصحية، حيث تم إجراء تطعيم ضد الجدري كنوع من الحماية من هذا المرض، وأُقيم في الإسكندرية حجر صحي على السفن الواردة من البلاد الموبوءة، وتم تأليف المجلس الصحي للإشراف على الشؤون الصحية في القطر كله، وتنظيم فرقة من الأطباء الوطنيين للرعاية الصحة وتوفير العلاج المجاني للطبقات الفقيرة.
وساعد على إمداد المدارس العليا والبعثات بطلاب حازوا على قسط من الثقافة يؤهلهم لتفهم دروس المدارس العليا في مصر وأوروبا، وجود التعليم في الأزهر الذي كان يمد البعثات بالطلبة النابغين.
وللتدليل على الجانب العملي في تفكير محمد على، الذي أدرك المستوى الفعلي المنخفض للخبرات المحلية، أنه بدأ بتأسيس مدرسة الهندسة (المهندسخانة) في القلعة عام 1816، وكان أول طلابها من أهل البلد والمماليك يتعلمون قواعد الحساب والهندسة وعلم المقادير والقياسات، وتم إحضار آلات هندسية متنوعة لهم من إنجلترا. وكانت الدراسة مجانية ويتم صرف مرتبات شهرية و>كساوي< سنوية للطلبة. ولحقت بها في عام 1834 مدرسة هندسة في بولاق تولى نظارتها ووكالتها خريجان من خريجي البعثات.
وتم تأسيس مدرسة الطب عام 1827 تبعا لاقتراح من كلوت بك، وكان مقرها في البداية أبو زعبل لوجود المستشفى العسكري بها. واختارت الحكومة للمدرسة مائة تلميذ من طلبة الأزهر. وتولى إدارتها كلوت بك فاختار أساتذة أوروبيين معظمهم من الفرنسيين لتدريس علوم التشريح والجراحة والأمراض الباطنية والمواد الطبية وعلم الصحة والصيدلة والطب الشرعي والطبيعة والكيمياء والنبات. وفي عام 1837 بلغ عدد طلابها 140 طالبا و50 طالبا في مدرسة الصيدلة.
وتعددت المدارس في مصر في ذلك العصر مثل مدرسة الألسن، مدرسة المعادن، مدرسة الفنون والصنائع، مدرسة الزراعة، مدرسة الطب البيطري، إضافة إلى المدارس الحربية و البحرية. ومع تخرج نوابغ أعضاء البعثات وعودتهم إلى مصر تم إنشاء إدارة ديوان المدارس عام 1837 التي ترأسها مصطفي مختار أحد خريجي البعثة الأولى.
وتكشف التنمية المتوازية في عدد من المجالات التي لا ترتبط مباشرة بالفنون والصناعات الحربية، عن وعي بالمنهج العلمي الواقعي في التعامل مع تشابك المجالات الحربية والاقتصادية والسياسية، فلا استقلال بدون اعتماد على النفس في فنون الري والصناعة والتعليم. وهذا يفسر الاهتمام البالغ بإنشاء البنية الأساسية في مجال الزراعة، مثل إعادة تشغيل الترع المطمورة وحفر أخرى جديدة في شتى أنحاء مصر، وإنشاء الجسور على شاطئ النيل من جبل السلسلة جنوبا حتى البحر الأبيض المتوسط شمالا لمنع فيضان المياه على ضفتي النيل، إضافة إلى إنشاء جسور أخرى على أفرع النيل. وتم إنشاء قناطر عديدة على الترع لضبط مستويات المياه تيسيرا للانتفاع بالري. وكانت أراضي الوجه البحري تروى بطريق الحياض كري الوجه القبلي فلا يُزرع فيها إلا المحاصيل الشتوية، فتم إنشاء القناطر الخيرية لضمان توفير المياه في معظم السنة. وعهد محمد على بدراسة هذا المشروع قبل تنفيذه إلى جماعة من كبار المهندسين منهم لينان دي بلفون وبدأ التنفيذ في 1834، لكن مهندسا فرنسيا آخر هو موجيل أعد تصميما مختلفا وبدأ التنفيذ بمساعدة مهندسين مصريين تخرجا من البعثات العلمية. وتعتبر هذه القناطر التي تعمل في شمال القاهرة حتى الآن من القناطر الأولى الكبرى التي تقام على نهر واسع.
وكانت نتيجة الإصلاحات الزراعية واسعة النطاق تغيير عدد من الحاصلات، فبعد أن كانت أهم الحاصلات في مصر: القمح والشعير والفول والعدس والحمص والذرة والترمس والبرسيم وقصب السكر والقنب والكتان والخضر والفواكه، وقليل من القطن، تم التوسع بغرس شجر التوت لتربية دود القز (الحرير). وبعد أن كان القطن من أصناف رديئة تمت زراعة القطن طويل التيلة، تبعا لنصيحة جوميل الذي استقدمه محمد على لتنظيم مصانع النسيج. وأقبلت على طلب القطن المصري مصانع النسيج في فرنسا وإنجلترا، وأصبح أساس الثروة الزراعية في مصر.

صناعات كبرى

وإذا كانت الصناعات الصغرى قد تدهورت أحوالها في عصر محمد على بسبب الاحتكار، فإن الصناعات الكبرى شهدت نهضة ضخمة بعد إنشاء الفابريقات التي تدار بالآلات. ولم يقتصر الأمر على إنشاء مصانع حربية وبحرية لكن مصر شهدت أيضا ظهور صناعات الغزل والنسيج ومعامل الحديد والنحاس في نفس الوقت.
من أول الصناعات التي أنشأها محمد على فابريقة الغزل والنسيج في الخرنفش عام 1816، حيث استدعى لها فنيين من فلورنسا تخصصوا في غزل خيوط الحرير لصناعة القطيفة والساتان الخفيف. وتم نقل الأنوال إلى فابريقة أخرى ووضعت محلها مغازل القطن وماكينات صنع الأقمشة القطنية. ثم أنشأت الحكومة بعد ذلك في بولاق فابريقة )مالطة( نسبة إلى العدد الكبير من العمال المالطيين الذين كانوا يعملون فيها، وأُعدت لغزل القطن ونسج أقمشة مختلفة الأنواع. وكان فيها ورشة لإصلاح آلاتها وآلات مصانع الوجهين البحري والقبلي، إضافة إلى ورشة للنجارة وورشتين للخراطة. وكان بالقرب من الفابريقة 80 ورشة حدادة لصنع مراسي المراكب، ومعمل لسبك الحديد.
وبالقرب من هذه الفابريقة كان هناك مصنعان آخران لغزل القطن هما فابريقة إبراهيم أغا وفابريقة السبتية. وعلى شاطئ النيل بين بولاق وشبرا تم إنشاء مبيضة لتبييض الأقمشة التي تصنع في الفابريقات بالأساليب العلمية الحديثة في حينها. وفي حي السيدة زينب تم إنشاء معمل لصنع أمشاط الغزل، إضافة إلى فابريقة نسيج.
وكانت هناك مصانع للجوخ والحرير والحبال ونسيج الصوف والطرابيش، إضافة إلى مصانع الغزل والنسيج في الوجه البحري ومصانع الغزل في الوجه القبلي.
كانت نتيجة التوسع في صناعة الغزل والنسيج أن بدأ تصدير جزء من القطن المغزول إلى إيطاليا وألمانيا، وتصدير أقمشة إلى سوريا والأناضول، وقلت الواردات من الأقمشة الأجنبية.
لكن العيب الرئيسي في صناعة الغزل والنسيج تمثلت في نظام الاحتكار، الذي لا يتفق مع التقدم الصناعي، لذلك تم إغلاق معظم المصانع التي أنشأها محمد على لأن إداراتها كانت في أيدي موظفي الحكومة. ولم يكن الموظفون أمناء ولا أكفاء لإدارة هذه الصناعات ولا غيورين على عملهم فيها، فأدى سوء الإدارة في معظم المصانع وضعف الرقابة على الموظفين إلى اضمحلالها. وكم يشبه ذلك فساد البيروقراطية الراهن الذي يعوق كل جوانب التطور. وكانت الحكومة تستورد الفحم والآلات من أوروبا فزادت النفقات وقلت الإيرادات بمرور الزمن مما سبب في وجود خسائر كبيرة. وأدى إنقاص الجيش والبحرية في أواخر عهد محمد على إلى تعطيل المصانع المرتبطة بالصناعات الحربية.
وشهد عصر محمد على أيضا تأسيس مصانع نسيج الكتان وسبك الحديد وصناعة ألواح النحاس ومعامل السكر في الوجه القبلي، هذا غير مصانع الصابون ودبغ الجلود في رشيد ومصنع للزجاج والصيني وآخر للشمع.

نهضة الصناعات البحرية

كان الدافع وراء الاهتمام البالغ بالفنون البحرية تخطيط محمد على لخوض حروب تحتاج إلى نقل جيوش عن طريق البحر. وبدأ تنفيذ النهضة البحرية بتجديد دار الصناعة (الترسانة) في بولاق أوائل عام 1810، حيث أمكن إنشاء 18 سفينة كاملة العدة خلال 10 أشهر لتنطلق في البحر الأحمر وفي النيل وفي البحر المتوسط.
بعد أن تأكد محمد على من أهمية الأساطيل البحرية، بدأ إنشاء قوة بحرية في البحر المتوسط بإنشاء أسطول جديد بأيد مصرية حتى لا تكون مصر عالة على البلدان الأوروبية. وفكّر في إنشاء ترسانة كبرى في الإسكندرية مستعينا بمهندس فرنسي هو سريزي المهندس البحري من طولون، وكان ذا خبرة في بناء السفن والأحواض والترسانات وجاء إلى مصر عام 1829. وكانت الترسانة القديمة في الإسكندرية هي نواة الترسانة الجديدة التي ترأسها الحاج عمر من أهالي الإسكندرية وكان مهندسا بارعا في فن بناء السفن. وتم بناء الترسانة عام 1831، ووجد سريزي من ذكاء المصريين وحسن استعدادهم وحذقهم الصناعات عوامل صالحة لبناء الترسانة وإنشاء السفن الحربية وسفن النقل، فتولى تدريبهم. وأصبحت الترسانة، التي بلغ عدد العاملين فيها 8000 عامل، معهدا لتعليم المصريين بناء السفن وترميمها وتجهيزها بما يلزمها من آلات، حتى استغنت مصر عن شراء السفن من الخارج. وتم إنشاء معسكر لتعليم البحارة من الجنود الأعمال البحرية، ومدرسة بحرية لتخريج الضباط البحريين، وكان يتم اختيار بعضهم لإرسالهم إلى فرنسا وإنجلترا لإتمام علومهم وممارسة الفنون البحرية على متن السفن الحربية الأوروبية.
وأدى خريجو المدرسة والبعثات البحرية خدمات جليلة للبحرية المصرية، فتم تعيين بعضهم قباطين للسفن الحربية لقيادتها وتدريب بحارتها وترجم بعضهم مؤلفات عدة عن البحرية.
وفي زيارة للمارشال مارمون لترسانة الإسكندرية عام 1834 يقول واصفا كفاءة العمال: إن العربي له حظ عظيم من المقدرة على التقليد تبلغ درجة النبوغ وهو متصف بالاستقامة والنشاط والغيرة مع المرونة والطاعة. وبهذه الصفات يمكن الوصول إلى تحقيق كل ما يريده الإنسان. وبفضل هذه المزايا صار العمال الذين خرجوا من صفوف الفلاحين أخصائيين في الفروع والفنون التي توفروا عليها، كلّ فيما خصص له. ولم يقتصر الأمر على تدريبهم على أعمال الخشابين والنجارين والحدادين بل تخصص منهم كثيرون في أعمال بلغت غاية الدقة، فنجحوا في صنع آلات بحرية كالبوصلات والنظارات.
وهكذا تتكامل دوائر مشروع النهضة بالاستعانة بالأجانب وتدريب الكوادر الوطنية وإتاحة الفرصة لها لاكتساب خبرة مباشرة في العمل ومن خلال البعثات، لتقود العمل في مجالات التحديث.
وكانت نتيجة النهضة الصناعية انتعاش تجارة مصر الخارجية مما أتاح للحكومة أرباحا هائلة لأنها كانت تحتكر التجارة الخارجية كلها. وساعد على التجارة الخارجية إنشاء أسطولين في البحرين الأحمر والأبيض، إضافة إلى إصلاح ميناء الإسكندرية.
بدأ التحديث في عصر محمد علي مرحلة الانهيار بعد أن تصدت دول أوروبا بشكل مباشر لهذه النهضة تحت ستار خشيتها من أن ينطلق محمد علي من مصر بانيا إمبراطورية قد لا يسهل التغلب عليها، فاتفقت إنجلترا والنمسا وروسيا وبروسيا (ألمانيا) على تهديد محمد علي إذا لم يقبل شروط الصلح التي وضعتها تركيا. وفي عام 1841 أملى الحلفاء شروطهم التي أسموها معاهدة لندن على محمد علي، وأنذروه بأنه في حالة الرفض سيرمون الإسكندرية بالقنابل. واضطر محمد علي إلى التوقيع على المعاهدة التي منحته حق حكم مصر والسودان هو وذريته لكنها حددت جيشه إلى 18 ألفا وحظرت عليه بناء سفن بحرية.

مواصلة النهضة في عصر إسماعيل

انقضى عصر محمد على وإبراهيم بعد توطيد دعائم الدولة المصرية المستقلة وإرسال البعثات العلمية ووضع البنية الأساسية للتعليم والنهضة العلمية والاقتصادية. لكن عهد عباس الأول (1849 / 1854) يعتبر عهد انتكاس، حيث توقفت حركة التقدم. ورغم النهضة الوطنية في عهد سعيد (1854 / 1863) شهدت مصر بدايات التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية، بعد أن أقر حفر قناة السويس بواسطة شركة أوروبية، وبداية عهد القروض الأجنبية التي أدت إلى كثير من الكوارث.
ثم جاء عصر إسماعيل (1863/1879) خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ليشهد مرحلة جديدة من النهضة رغم الأخطاء التي أدت إلى التدخل الأجنبي في شؤون مصر المالية والسياسية.
اهتم إسماعيل بإعادة تنظيم الجيش وإنهاض البحرية وإقامة العمران في مختلف المجالات، وبعث النهضة العلمية والفكرية بإنشاء المدارس والمعاهد وتأسيس الجمعيات العلمية وتشجيع التأليف والصحافة ورعاية العلوم والآداب والفنون.
وواصل إسماعيل إرسال البعثات إلى البلدان الغربية المتقدمة من جديد، وبدأ يوفد الطلبة منذ عام 1863 الذين بلغ عددهم 172 طالبا، واستمر جني ثمار البعثات العلمية على هيئة مزيد من تطوير التعليم ومزيد من العمران.
تولى إسماعيل الحكم ومعظم المدارس التي أنشأها محمد علي مقفلة، لم يكن قد تبقى منها سوى مدرسة الطب والصيدلة ومدرسة الولادة ومدرسة حربية وأخرى ثانوية ومدرسة ابتدائية ومدرسة البحرية في الإسكندرية. وبدأت نهضة جديدة في عصره في مجالات التعليم فبالإضافة إلى تأسيس مدارس حربية أسس عدة مدارس عليا منها مدرسة الري والعمارة (المهندسخانة) في العباسية عام 1866، مدرسة الحقوق عام 1868، مدرسة دار العلوم 1872 لتخريج أساتذة لغة عربية للمدارس الابتدائية والثانوية تم اختيار طلابها من المتفوقين من تلاميذ الأزهر.
وارتقت مدرسة الطب في عصر إسماعيل، الذي شهد أيضا إنشاء مدارس للبنات وعدد من المدارس الصناعية والمدارس الخاصة والمدارس الأوروبية. وكان قائد النهضة التعليمية في عصر إسماعيل على باشا مبارك (1824/1893)، الذي أسس دار العلوم عام 1872 ودار الكتب عام 1870 ومعملا للكيمياء والطبيعة في درب الجماميز لتوسيع مدارك التلاميذ في العلوم الطبيعية واطلاعهم على تجاربها والمران على استعمال الآلات الرياضية والطبيعية.
وأعاد إسماعيل عهد البعثات العلمية إلى مدارس أوروبا ابتداء من عام 1863، وأنشأ مدرسة لأعضاء البعثة في باريس بدل المدرسة التي أنشأها محمد على لهذا الغرض وأُغلقت في أواخر عهده، لكن المدرسة التي أنشأها إسماعيل أُغلقت بعد نشوب الحرب السبعينية.
كان لأفراد البعثات التي أرسلها إسماعيل إلى أوروبا أثرهم على المجتمع المصري بعد عودتهم، فقد تأثروا بالبيئة الأوروبية أكثر من المبعوثين الذين أرسلهم محمد علي، لأنهم كانوا شبابا في نحو العشرين من العمر، بينما كانت بعثات محمد على أكبر سنا بكثير. وكانت أهم الدول التي استقبلت بعثات إسماعيل فرنسا وإنجلترا وإيطاليا. وازداد عدد أفراد البعثات ازديادا مطردا في السنوات الأولى من حكم إسماعيل، ثم أخذ العدد في النقصان بعد الارتباك المالي الذي حدث في السنوات الأخيرة من حكمه.
وكان ضمن ثمار البعثات العلمية والتحديث في عصر إسماعيل إنشاء عدد من الجمعيات العلمية مثل الجمعية الجغرافية الخديوية عام 1875 الذي كان أول رئيس لها العالم الألماني جورج شونفرت، وجمعية (المعارف المصرية) لتشجيع البحث العلمي، وتم أيضا إنشاء المتحف المصري. وظهرت الصحف العلمية والأدبية والحربية مثل مجلة (اليعسوب) الطبية عام 1865 ومجلة (روضة المدارس) عام 1870 لإحياء الآداب العربية ونشر المعارف الحديثة وترأسها رفاعة رافع الطهطاوي إمام البعثة الأولى في عصر محمد علي.
وتقدمت الطباعة في عصر إسماعيل حيث أصبحت مطبعة بولاق من أكبر المطابع.
واتسم عصر إسماعيل بالنهضة العلمية والأدبية بسبب انتشار التعليم في المدارس والمعاهد وظهور طائفة من العلماء والأدباء ممن تخرجوا في المدارس والبعثات، ونشاط حركة التأليف والترجمة والنشر. وظهرت طائفة من العلماء المؤلفين والمعربين فأنتجوا كتبا في الطب والرياضيات والتاريخ والفقه والتشريع. وتولى أرقى المناصب الحكومية متخرجون من المدارس والمعاهد والبعثات، فكان من ثمار النهضة الارتقاء في عدد من المجالات مثل التعليم والري والهندسة والإدارة والقضاء والصحة والجيش والأسطول.
ولم يفتقد إسماعيل أيضا أهدافا خاصة في عملية التطوير كما كان شأن محمد على المالك الأوحد لمصر، فمع التطور الصناعي كان إسماعيل مهتما بتنمية ثروته الخاصة، فقد كان يملك وحده مصنعين للنسيج بالقرب من القاهرة و22 مصنعا للسكر تبلغ طاقتها الإنتاجية 150 ألف طن سكر سنويا، و4 مصانع للأسلحة ودارين لصناعة بناء السفن.(19)

مراجع البحث:

  1.  الحرف والصناعات في عهد محمد على / د. صلاح أحمد هريدي/عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية.
  2.  عصر محمد على / عبد الرحمن الرافعي/ دار المعارف
  3.  عصر إسماعيل / عبد الرحمن الرافعي / دار المعارف.
  4.  عصر محمد على .. دراسة وثائقية / د. عبد المنعم إبراهيم الجميعي / الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  5.  عصر محمد على ونهضة مصر في القرن التاسع عشر / د. عبد الحميد البطريق / الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  6.  محمد على ... مؤسس مصر الحديثة / جي فارجيت / ترجمة: محمد رفعت عواد / المجلس الأعلى للثقافة.
  7.  مستقبل الثقافة العربية / سلسلة أبحاث المؤتمرات /2/ المجلس الأعلى للثقافة (11 إلى 14 مايو 1997)
  8.  محمد على وأوروبا / رينيه وجورج قطاوي / ترجمه عن الفرنسية د. ألفريد يلوز / الجمعية الملكية للدراسات التاريخية / دار المعارف في مصر 1952.
  9.  مصر في القرن التاسع عشر / إدوارد جوان / ترجمة محمد مسعود 1921.

مع أطيب التمنيات بالفائدة و المتعة , هذا الكتاب من قسم التاريخ والجغرافيا بامكانك قراءته اونلاين او تحميله على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت

قد يعجبك ايضا

كتاب قانون الاجراءات الجنائية المصري ..إقرأ
كتاب الطاقة الروحية ..إقرأ
كتاب كتاب المرشدي الأزهري ..إقرأ
  • الأمازيغ (البربر). . عرب عاربة
    يستعرض هذا الكتاب تاريخ المسألة البربرية عبر ستين مرجعا، تأكيدا على عروبة الأمازيغ يؤكد الكتاب أن البربر من العرب العاربة استقروا بالمغرب ضمن هجرات سابقة
  • الغزالي وهولاكو المفترى عليهما علميا!
    الغزالي وهولاكو المفترى عليهما علميا! هناك نظريتان - أسطورتان، واحدة ثقافية والثانية سياسية - عسكرية، تتحدثان عن السبب الذي يقف وراء ما يسمى بالانحطاط
  • 500 عام على الخروج من الأندلس: اكتشاف أمريكا
    ملف خاص في نفس العام الذي سقط فيه آخر معاقل العرب في الأندلس، تم اكتشاف قارة جديدة. اكتشفها الغزاة، وعانوا فيها نفس درجة الفساد. وكان عام 1492 عاما فاصلا
  • العلاج بالنحاس
    من يصدق أن النحاس يستخدم في علاج بعض الأمراض، هذا ما يحدث الآن بالفعل، فقد عاد الباحثون إلى النحاس لتحديد إمكانات استخدامه في العلاج بعد أن تغافل الإنسان
  • فتح أمريكا.. من يتجاهل التاريخ .. يجازف بتكراره محمد الرميحي
    حديث الشهر متى بدأ التاريخ الحديث للعالم؟ سؤال مفتوح ومتعدد الإجابات، ولكن إجابة واحدة يبدو أن العلماء شبه مجمعين عليها وهي تاريخ اكتشاف أمريكا ، و
  • أهم مائة كتاب في التراث العربي القديم
    إن اتفقنا على أن من أهم الأهداف التي يجب أن تتوخاها أية محاولة لإصلاح نظم التربية والتعليم في العالم العربي هو أن يسترد شباب أمتنا احترامهم لتراثهم الفكري،


مشاركات القراء حول الكتاب
لكي تعم الفائدة , أي تعليق مفيد حول الكتاب او الرواية مرحب به , شارك برأيك او تجربتك , هل كانت القراءة ممتعة ؟

القائمة البريدية